انفلونزا الخنازير ينتشر في سورية

دمشق ..
استطاع مرض انفلونزا الخنازير أن يحشد الأقلام الصحفية في كل مكان من العالم بل واستطاع أن يستنفر جهود كل الحكومات لمواجهة هذا الوباء الذي مازال هناك خلاف حول مدى خطورته ومدى البروبغندا الإعلامية التي أثيرت حوله .
أما في سورية فإن الإصابة الأولى سجلت لطبيبة سورية تقطن في استراليا ومنذ ذلك اليوم بدأت أعداد الإصابات بالارتفاع سواء للقادمين من خارج البلاد أو للقاطنين في داخلها ، لتسجل سورية بعدها عدد من الوفيات الناجمة عن المرض والتي وصل عددها إلى سبعة بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 150 إصابة ، ومع ما رافق عدد من الوفيات من تخبط في التشخيص وإهمال بهذا المشفى أو ذاك فإن وزارة الصحة لم تتوقف عن نشر إعلانات التوعية عبر شاشة التلفزيون وعبر التذكير بالأرقام المخصصة للإجابة على تساؤلات المواطنين أو عبر الصحف الرسمية والخاصة والمواقع الالكترونية التي أخذت على عاتقها نشر أخبار المرض وطرق التوعية منه .
ولكن على ما يبدو وحسب المثل الشعبي الشائع " حسابات الحقل لا تطبق على حسابات البيدر" فزيارة قصيرة لمشفى ابن النفيس وهو المشفى المخصص لعلاج حالات أنفلونزا الخنازير لا يدل على أن هناك إجراءات وقائية بالفعل ، فيوم الأربعاء الماضي وحوالي الساعة العاشرة ليلاً قادني عمل معين إلى زيارة مشفى ابن النفيس بصحبة عدد من الزملاء وخلال دخولنا من بوابة الإسعاف باتجاه العناية المشددة كان علينا أن نمر بالقرب من القسم المخصص لعلاج المصابين بانفلونزا الخنازير وطبعاً وعندما علمنا بذلك طلبنا الكمامات على الفور وعندما اقتربنا من القسم كانت الصاعقة حيث لاحظنا انتشار المواطنين أمام غرفة فيها مريضين مصابين بالانفلونزا أحدهما حالته حرجة حيث يتنفس عبر جهاز التنفس الاصطناعي ، في حين أن باب الغرفة كان مفتوحاً والمواطنين المنتشرين في الممر لا يضعون أية كمامات وعن سؤالي لأحد المختصين لماذا يسمحون للناس بالانتشار هنا .. ؟، قال لا أدري فهؤلاء مرافقين لمرضى في العناية المشددة وما يلفت النظر هو عدم اكتراث المواطنين أنفسهم لهذا الموضوع وعندما وقفنا وجدنا أن اثنين أو ثلاث منهم كانوا يضعون مناديل على أنوفهم في حين أن عدد ليس بالقليل كان يجلس على مقعد أمام غرفة المصابين مباشرة .
باختصار إن ما شاهدناه في مشفى ابن النفيس يتناقض تماماً مع التصريحات الصادرة عن وزارة الصحة ومسؤوليها ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ، الأقاويل التي أثيرت حول الوفيات وحول طرق استقبال المرض وحول طرق الوقاية أيضاً حيث يصبح الإنسان بحيرة من امره ليطرح سؤالا ً مفاده .. من يحتاج إلى نشرات توعية هل هو المواطن أم الوزارة نفسها ؟

لا حول ولا قوة الا بالله
لازم الاحتياطات تكون اكثر جدية احنا مو ناقصيين