مذكرات من علبة السردين .......

(((((من مذكرات وحدة هون جنبنا))))))
كان المكان مزدحما للغاية والإضاءة تكاد تشبه إضاءة السجون أو غرف المحققين وقد علت أصوات جميع الأطفال من حولي .. هذا يبكي وذاك
يصرخ "بدي ماما" وقد امتلأ الجو بكمية كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون الذي أصبحت رائحته لا تطاق(نتيجة أنفاس حارة) بالإضافة لروائح العرق المغرية
التي تشكل مع غازات الأطفال المنبعثة بارفان لايقاوم لك أن تشبه بعطر أنتونيو بانديراس أو فهرنهايت أو بف باف خالصه صلاحيتها
(إذ كان الأطفال يبكون ويطلقون الغازات بالتزامن .. وثق تماما أنك كلما رأيت طفلا يبكي بقوة أكبر كان معدل انطلاق الغازات أعلى .. ومنهم
من كان يبكي بصوت عال ليغطي على صوت انطلاق شيء آخر .. وقد يغطي طفل لصديقه فهذا يصرخ وذاك يطلق ..)
وكانت المروحة تدور فوق رؤوسنا بصوت يشبه ماكينة الكبة أو ال HardDisk لكومبيوتر خالص عمرو ..
وقد يداهم النعاس طفلا بعد أن فقد الأمل أن يستجيب أحد لبكائه ودموعه الحارة فيحيط رأسه بيديه ليصبح كعش العصفور الصغير ويغفو ليستيقظ
فيما بعد ويرفع رأسه محاطا بشبكه عنكبوتية دبقة من السيلانات الأنفية التي كانت قبل أن يغفو بقليل فقاقيع صفراء وخضراء ..
وقد يمسح الطفل فيما بعد بيده بقايا تلك الخيوط الدبقة لتستقر على جاكيت أو صدرية أقرب طفل مجاور ..
كنت أنظر إلى المروحة بملل وأقول في نفسي "يا ترى ليش مو مركبين مكيف" وأتابع الاستماع للمدرسة وهي تشرح لنا أن 1+3=4
لم أكن أحب تلك المدرسة يوما وكان الحلم الذي يراودني كل يوم أن المدرسة تحترق وما في روحة عالمدرسة بعد اليوم .. إلى أن يقطع حلمي الجميل صوت ماما
توقظني برفق لأشرب الحليب وأستعد للذهاب إلى المدرسة .. كنت أقول في نفسي "نيالك يا ماما ياريتني كبيرة متلك وما روح ع المدرسة"
لكل ما ذكرياته الجميلة عن أيام الطفولة .. وقد كانت ذكرياتي لتلك الأيام رائعة باستثناء المرحلة الابتدئية فقط وبالتحديد منذ أن انتقلت
في الصف الثاني إلى تلك المدرسة البغيضة.. التي كانت تديرها إمراة مادية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ..
كنت في كل حصة أنتظر الفرصة أو مانسميها "الباحة" إذ أن حلول موعد الفرصة يعني أني سأرتاح من سماع صوت تلك المعلمة لبعض الوقت ولمن لا يعرف معلمات تلك المدرسة فإليكن الصفات المميزة:
أجسام طول بعرض كالرباعات .. مشان إذا الولد فتح تمه بحرف تناولو هداك الكف تنزل سنانو مسيرة ..
وجه معدوم الملامح يتميز بباجوء عريض
إيد متل المخباط أو متل الشاكوش تبع الشرحات
منجي للعدة:
لازم كل آنسة تكون مجهزة أربع مساطر وحدة ألمنيوم رفيعة ووحدة خشب كبيرة(مشان التخويف معلومكم المساطر الرفيعة بتوجع أكتر) ووحدة بلور
مشان الولد يشوف إيدو وهي عم تورم تحت المسطرة .. وفي مسطرة تبع المترين مشان إذا الآنسة شافت واحد بآخر الصف عم يشاغب تسناولو فيها على راسو
بالإضافة لرشاش الفلفل ... باختصار كنت حس مدرستنا فرع أبو غريب للأطفال أو غوانتانامو شنو كان عنا حصص بالانكليزي ..
كان نهاري السعيد يبدأ بانتظار حافلة المدرسة لتمر وتأخذني وكنت أقف أمام منزلي وقد تفننت والدتي بصنع ضفائري وترتيب هندامي
وإظهاري كطفلة أنيقة لأبعد الحدود .. - أحد أكثر الذكريات التي تثير حنقي وغضبي هو ذلك اليوم الذي كنت ذاهبة فيه إلى المدرسة وقد قامت حلاقة أمي قبل يوم
بعمل سنبلة في شعري (كنت أعشق ذلك الموديل) وقد أخذت منها وقتا يقارب الساعتين نظرا لطول شعري آنذاك .. المهم أتيت إلى المدرسة
وأنا أكاد أطير وأحس أن أقدامي الصغيرة لا تلامس الأرض فأنا أقفز كالعصفور في أرض الباحة إلى أن أصبح قدماي تطيران بشكل حقيقي
نظرت إلى الأرض ورأيت أني أبتعد مسافة لا بأس بها عن الأرض من ثم أحسست بألم شديد في شعري ثم تكبتلت ع الأرض وانفعس أنفي بالبلاط البارد تبع أرض الباحة
والتفت لألقن الغبي الذي فعل هذا درسا لأفاجأ بفزاعة الطيور الآنسة نبيلة الله ياخدها (أنو بس بدي أفهم مين سماها هالأسم الله يكسر إيديه)كانت تصرخ بوجهي كالمجنونة الهاربة من المشفى قبل انتهاء علاجها النفسي
وهي تقول وسط أكوام أمطار البصاق التي تخرج من فمها"كيف بتجي هيك ع المدرسة يا قليلة الأدب .. شو ما شافتك ماما قبل ما تجي" وكأني كنت أسكر علنا وسط المدرسة بثيابي الداخلية .. أكتفيت بتوجيه نظرة مملوءة بالسم إليها
فقد كنت صغيرة لا حول لي ولا قوة إذ كانت الآنسة نبيلة مستعدة أن تهبني كممسحة لأقرب آذنة لتشف بي أرض الصف في حال تجرأت ورديت بوشها
اكتفيت بنظراتي الحاقدة وتمتمتي بصوت خافت بكل الدعوات والمسبات التي كنت أسمعها وأعرفها وعدت إلى الصف وشعري مثل شعر جودي أبوت عندما أصابها أبو كعب
وكانت تحاول تجليس شعرها بفوطة ساخنة وانتهى الأمر بقرنين منكوشين واحد لفوق واحد لتحت .. الله يصطفل فيها كلما بتذكر بينهز بدني ..

يعطيك العافيه بحر

اهلا ينبوع نورتي الموضوع

ييييييييييي على على هالمذكرات ههههههههههههههههههههههههههههههههه

هههههههههههههههههههههههههههههه

ولي على حظي منين جايب هالمذكرات هي ههههههههههههههههههههههه

مشكوررررررررخيوووووووووووووو

ههههههههههههههههههههههههههههههه
كتيييييييييييييييير حلووووووووووووة هلمذكرات
وصدقني بلمدرسة اللي بدرس فيها في معلمات أنا بخاااف منهم

هههههههههههههههههههههههههههههه

نورتو كلكم الموضوع شرفتو وإن شاء الله تكونو مبسوطين وما تتذكرو غير الشي المنيح ههههههههههه

هههههههههههههههههههههههههه

يا حرام خربو شعراتها

ههههههههه

يسلموووووووووووووووووووو

مذكرات من علبة السردين ....... Icon_wink

» من مذكرات ليرة سورية