طالبت دول العالم بمباشرة ملاحقات قضائية للمشتبه فيهم
"العفو الدولية" تدين إسرائيل بقتل مئات المدنيين في
هجوم غزة
|
|
|
الهجوم الإسرائيلي على غزة خلّف مئات القتلى | |
القدس - أ ف ب
نشرت منظمة العفو الدولية الخميس
2-7-2009 تقريراً حول الهجوم الاسرائيلي على غزة في ديسمبر/كانون الاول 2008
ويناير/كانون الثاني 2009، اتهمت فيه اسرائيل وحماس بـ"انتهاك القوانين الانسانية
الدولية" من خلال مهاجمة مدنيين.
واتهمت "العفو الدولية" الجيش الاسرائيلي
بأنه قتل مئات المدنيين ليس فقط بأسلحة فائقة الدقة مثل الصواريخ جو-ارض او القنابل
الموجهة، بل ايضاً من خلال القصف المدفعي والقذائف المحشوة بالسهام
المعدنية.
كما اتهمت الجيش الاسرائيلي بإطلاق قذائف الفوسفور الابيض "فوق
مناطق ذات كثافة سكانية عالية" ما ادى الى حروق خطرة ومميتة في بعض
الاحيان.
وشكل التقرير المعنون "عملية الرصاص المصبوب: 22 يوماً من القتلى
والدمار في غزة"، لائحة اتهام حقيقية لاسرائيل وجيشها، مؤكداً حصيلة (اجهزة الصحة
الفلسطينية) مقتل 1400 فلسطيني ونحو 5000 جريح وتدمير مناطق واسعة من قطاع غزة مع
هدم أكثر من 2700 بناية، خلال هذا الهجوم.
وطلبت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً، من المجتمع الدولي "ان يدعم بلا تحفظ مهمة" مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة المكلف بالتحقيق في الهجوم، وهي المهمة التي تقاطعها اسرائيل.
وفي تقريرها الذي يقع في 117 صفحة والذي يشكل اول دراسة معمقة لهذه الحرب، جددت منظمة العفو الدولية نداءها من اجل حظر "كامل وفوري" على الاسلحة الموجهة لاسرائيل وإسلاميي حماس الذين يسيطرون على قطاع غزة.
وطلبت المنظمة من كل دول العالم مباشرة ملاحقات قضائية بتهمة "جرائم حرب" و"توقيف المشتبه بضلوعهم فيها".
واتهمت العفو الدولية الجيش الاسرائيلي بأنه "لم يميز بين الاهداف المدنية والعسكرية"، وتجاهل وجود مدنيين في المناطق المستهدفة الامر الذي كانت نتيجته "مقتل مئات المدنيين العزل بينهم 300 طفل و115 امرأة و85 شخصاً تزيد اعمارهم على 50 عاماً".
كما اتهم التقرير الجيش الاسرائيلي باستخدام المدنيين بمن فيهم الاطفال، "دروعاً بشرية" من خلال اجبارهم على البقاء قرب مواقع احتلها بل وإجبارهم حتى على تفحص مواد مشبوهة يمكن ان تكون مفخخة.
ونفى التقرير في المقابل استخدام حركة المقاومة الاسلامية (حماس) او غيرها من المجموعات المسلحة الفلسطينية الاهالي "دروعاً بشرية" بعمنعت من الرقابة التأكيدات الاسرائيلية.
بيد انه اتهم هذه المجموعات بـ"إقامة مواقع عسكرية قرب مناطق سكنية معرضة بذلك حياة المدنيين للخطر".
وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية انتقدت، في تعليق لها على تقرير اولي نشر في فبراير/شباط، منظمة العفو الدولية لتقديمها "رواية محرفة للاحداث لا تستجيب لمعايير الموضوعية المهنية".
وقالت الوزارة إن اسرائيل لم تهاجم عمداً أهدافاً مدنية وإن "كل الاسلحة المستخدمة مطابقة للقانون الدولي و(لكيفية) استخدامها من قبل الجيوش الغربية".
ورفضت منظمة العفو الدولية هذه التبريرات، مشيرة الى ان السلطات الاسرائيلية امتنعت حتى اليوم "عن اجراء تحقيق مستقل ومحايد حول سلوك قواتها" واكتفى الجيش بإجراء تحقيقات داخلية حول الاخطاء المرتكبة اثناء العملية لتخلص الى انها لم تكن البتة مقصودة.
وأشارت المنظمة الى ان حماس والمجموعات الفلسطينية اطلقت مئات الصواريخ على اسرائيل خلفت ثلاثة قتلى مدنيين، في حين قتل ستة عسكريين اثناء الهجوم الذي تسبب في نزوح مئات آلاف السكان في جنوب اسرائيل.
وقالت المنظمة "لم تكتف حماس بعدم القيام بأي تحقيق حول اطلاق الصواريخ بل انها تصر على تبرير هذ الاعمال غير الشرعية". |