بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله واصحابه اجمعين وبعد..
هناك مواقف بطولية لنساء لن تنتسى من صفحة التاريخ وصفحات كتب الانبياء والمرسلين والتابعين وقصصهم..
نساء يفخر الاسلام واهله بذكرهم وعبق اسلامهم , اترككم مع قصة من قصص البطولة الفذة لام عمارة رضي الله عنها وارضاها وجعلنا الله جميعا على خطاها سائرين ....
خرجت ام عمارة رضي الله عنها مع جيش المسلمين إلى معركة أحد .. تسقي الماء وتداوي الجرحى .. لكنه لما اشتد القتال .. فرت جموع من المسلمين ..
فنظرت أم عمارة .. فرأت المسلمين يفرون .. والكفار يصولون ويجولون .. وما ثبت إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يضارب بسيفه .. وليس حوله إلا عشرة من أصحابه .. فسلت سيفاً .. ثم أقبلت تشتد حتى وقفت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .. تذب عنه .. والناس يمرون به منهزمين .. وهي ليس معها ترس تدفع عن نفسها ضرب السيوف ..
فمر رجل معه ترس .. فقال له صلى الله عليه وسلم : ألق ترسك إلى من يقاتل .. فألقى الرجل ترسه .. فأخذته أم عمارة فجعلت تترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ووقفت على قدميها تقاتل ..
فأقبل رجل على فرس فضربها بالسيف فاتقته بترسها .. فلم يصنع سيفه شيئاً .. وولى الرجل فضربت عرقوب فرسه .. فوقع على ظهره .. وهجمت عليه .. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح بابنها : أمَّك أمك .. فأقبل ولدها فعاونها عليه حتى قتلته ..
وفي هذه الأثناء .. أقبل فارس من الكفار .. إلى ولدها بين يديها .. فضربه على كتفه الأيسر .. فكادت يده أن تسقط من أصلها .. وجعل الدم ينزف .. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الدماء تجري على ثيابه .. فصاح به وقال : اعصب جرحك ..
فأخرجت أم عمارة .. خرقاً قد أعدتها للجرحى .. فربطت جرح ولدها .. والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهما .. فلما أحكمت جرحه .. ضربت كتفه وقالت : انهض بُنيَّ فضارب القوم ..
فعجب النبي صلى الله عليه وسلم من صبرها وأخذ يقول : ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ..
وفجأة أقبل عليها الرجل الذي ضرب ابنها .. فقال صلى الله عليه وسلم : هذا ضارب ابنك يا أم عمارة ..
فاعترضت له فضربت ساقه فبرك على الأرض وهو ينتفض .. فأقبلت تضربه بالسيف حتى مات ..
فقال صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي أظفرك .. وأقر عينك من عدوك .. وأراك ثأرك بعينك ..
ثم أقبل عليها أحد الكفار فضربها على عاتقها ضربة غرت في جسدها .. والنبي صلى الله عليه وسلم .. يضارب القوم ويلتفت إليها .. فلما رأى جرحها .. صاح بولدها قال :
أمك .. أمك .. اعصب جرحها .. بارك الله عليكم من أهل البيت .. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان .. رحمكم الله أهل البيت .. ومقام زوج أمك خير من مقام فلان وفلان .. رحمكم الله أهل البيت ..
فالتفتت إليه أم عمارة وقالت وهي تصارع ألمها :
ادع الله أن نرافقك في الجنة .. فقال : اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ..
قالت أم عمارة : فما أبالي ما أصابني من الدنيا ..
فكان صلى الله عليه وسلم يقول بعدها : عن يوم أحد : ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أرى أم عمارة تقاتل دوني ..
نعم جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحاً .. وشهدت بعدها قتال مسيلمة الكذاب .. فجرحت أحد عشر جرحا .. وقطعت يدها ..
فرضي الله عنها .. تعلم أن الأصل بقاؤها في بيتها ترعى أولادها .. ولكن لما احتاج إليها الدين نصرته بجسدها كما نصرته بمالها ..
وكذلك الرجل .. الأصل أنه يكدح خارج البيت ويرتاح داخله .. ولكن قد تخرق هذه القاعدة .. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياناً .. كان يخصف نعله .. ويفلي ثوبه .. ويكون في حاجة أهله صلى الله عليه وسلم ...
اللهم اجعلنا على خطاهم سائرين يارب